إن المتدبر لقصة انبياء الله تعالى (اسحاق واسماعيل ثم موسى وهارون) وتلازم القصتين، وخصوصا في سورتي مريم و الصافات، يجد أن موسى هو النبي الأول قبل هارون، ثم وهب الله عز وجل الأخ الصغر سنا اخا اكبر يكون معه في الرسالة،
وكذلك مما هداني الله له بعد ابحاث عديدة وتفاسير واحاديث وإقصص وآراء وإسراييليات، فإن إسحاق عليه السلام كذلك هو الاصغر من إسماعيل وإسحاق كانت نبوته اقدم من إسماعيل،
فالابتلاء بالذبح يكون للأصغر، ويكون ايضا العمل بأمر التبشير بيعقوب من باب الابتلاء الاكبر حيث ينسخ الله وعده بأن ينهي نسل ابراهيم بالذبح فيكون لا يعقوب ولا نبي، فينتهي الخلاص ويكون الاخلاص اعم في حالة ان يتعلم ابراهيم من ان الله يبدل ويصنع ما يشاء وقتما شاء وإن كان وعدا، مع أنه ليس بوعد، بل هي بشرى من العدم، ويبدلها الله وقتما شاء فلا أحد يلزم الله تعالى بشئ.
والله اعلم.