‏إظهار الرسائل ذات التسميات المال. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المال. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 27 يوليو 2023

الكذب

 إن الحمد لله والسلام على أهل السماء أجمعين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وصلاة وسلاما على رسول الله وعلى من والاه وعلى ملائكة السماء والأرض وبعد:

قال (أبى علي الجبائي والقاضي والرازي 606هجريا) أن الكذب يوم القيامة لايكون أبداً، فوصف العلماء يوم القيامة بأنه اليوم الحق اي لا كذب فيه، وسئل ابن عباس عن ما قبلها فقال أي في الدنيا فتنوا وكذبوا، إنتهى.

وقال صاحب الكشاف في كتابه أن كل من رفض قبول الكذب أمام الله يوم القيامة ماذا يجيب في ما ورد في المجادلة بكسر الدال؛ حيث قال تعالى (يوم يبعثهم الله جميعاً فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شئ ألا إنهم هم الكاذبون) المجادلة:18؛

وإن الباحث بعد البحث والابحار في علم اللغة والتفسير والحديث قد يجد بتدبر سورة [الزمر] أن علماؤنا منهم من الله عليه وذهب إلى أن يوم القيامة لايكون هناك كذب،

فقد تدرجت السورة من قوله تعالى (فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذا جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين {31}) إلى آخرها

وقد قرءها الامام ورش غفر الله له قول الله تعالى(كذب على الله) بالفتح دون تشديد الذال، بمعنى ادعى الكافرين على الله ما ادعوا بعدم البعث بعد الموت، والولد لله والشريك والصاحبة، وتسمية الملائكة بالجنس الانثوي، وغيره؛ومع سورة الزمر تجد تكرار (الكذب ثم يليه الكفر ثم الاستكبار) في الآيات في وصف حال المشركين في الدنيا، حتى ما أشرق الارض تجد الشهداء (ومنهم اليد والجوارح) حيث لا كذب ثم يثبت لهم صفة الكفر والاستكبار وترك وصفهم بالكذب حيث لا كذب، هذا في الزمر؛ 

أما الانعام الآيات المذكورة(ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بئاياته أنه لا يفلح الظالمون {21} ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون{22} ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين{23} انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يقترون{24})

 فإن عند سياق الآيات الكريمة من 21 حتى 40 سيجد أن وصفهم بالكذب كان في الدنيا وليس في الآخرة أمام الله، فلا يصح أن يجتمع (الحق وهو الله ) والكذب وفي حضرة الله.

قوله

الأمر جلل وعظيم رغم أن صاحب الكشاف وغيره اعتقدوه ولا يصح، وبارك الله في اجتهاد الجميع،

وإن سبب ذلك كله هو إعراب (ما)

هنا والتي قبلها...

وهذا كله كان قوة اللغة والقرآن واعجاز أهلها عنه

بارك الله فيكم، وأنه ليس قاطع بل إجتهاد، فجميع أهل التفسير أخذوا بالكذب يوم القيامة، وهذا لا يصح عند الرازي وأبي علي الجبائي والقاضي وغيرهم ؛حيث أن أمر التدرج في الإدراك غير مقبول، لقوله تعالى مخبرنا عنهم (ياويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون)
وجميع أهل العلم يعلمون لماذا وصفوا الله عز وجل بالرحمن، و(ما) هنا لها وجوه كثيرة أيضاً عند أهل اللغة، وكل هذا وغيره يبطل اجتهاد من قال انه لا إدراك، حيث الاعتراف الحقيقي بلسانهم من لحظة القيام من المرقد،فلا يصح كذبا في حضرة الرب،

ولإزالة الغلط واللبس في الامر، نذهب إلى قوله تعالى في سورة المنافقون (قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون)

إن أساس الإشكال كله هو المنافقون والمراؤون فإنهم صادقون في أقوالهم بعد قراءة كتبهم التى لم تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها الكتاب، فيجدون انهم شهدوا للرسول بالرسالة، وهم صادقون في قولهم وكاذبون في صدقهم بالادعاء، وهي من الأمور الغيبية التي يبديها لهم الله يوم القيامة، كما ورد في سورة الزمر، (وبدا لهم سيئات ما عملوا وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون)

كما ورد في حديث أول من تسعر بهم النار يوم القيامة،

بعد أن يقروا كتبهم وأعمالهم تعرض عليهم فيجد صاحب العلم نفسه أن تعلم العلم أو القرءان وعلمه، فيقول له الله عز وجل كذبت ؛ بل كنت تتعلمه ليقال عالم و قد قيل

وايضا صاحب المال والشهيد،

وهنا تظهر أهمية الاخلاص في القول والعمل والفعل

وهنا إخبار من الله بأن هذا نوع جديد من الكذب يظهر القيامة، وهو كذب يصاحبه حق.

هذا والله اعلم.


الذبيح هو إسحاق وليس إسماعيل وهذا على الغالب

 إن المتدبر لقصة انبياء الله تعالى (اسحاق واسماعيل ثم موسى وهارون) وتلازم القصتين، وخصوصا في سورتي مريم و الصافات، يجد أن موسى هو النبي الأو...