محاكمة يوسف النبي(سورة يوسف)

 إن الحمد لله وحده نحمده على العطاء والمنع، والنعمة منه وحده، والشكر على ما أعاننا به وعليه سبحانه، وبعد؛

وقالت إمرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لايوهن كيد الخائنين وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا مارحم ربي إن ربي غفور رحيم وقال الملك ءاتوني به أستخلصه لنفسي.

بعد أن فسر نبي الله يوسف حلم ملك مصر والرب العظيم لأرضها، ارسل الملك لخروج نبي الله يوسف من السجن، ولكن الاخير رفض؛ وطلب من ملك مصر وربها أن يعرف أولا ما سبب دخول يوسف السجن، وما الذنب الذي اقترفه وأدخله السجن.

بداية حصلت المحاكمه بعد أن قضى المتهم سنوات من العذاب في السجن وهو لا يعلم سبب دخوله السجن، بسؤال أول وهو(لماذا هذا الشاب في وما ذنبه الذي دخل  بسببه السجن) ويوسف النبي لم يكن حاضراً، والسؤال للنسوة أولاً دون غيرهم وباستدعائهن  فقلن معاذا الله ما علمنا عليه من سؤ، أي لم يفعل ذنب لكي ندخله السجن على ذلك الذنب أو السوء،

والقوا التهمت إلى إمرأة العزيز،

فكان جوابها، الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه فاستعصم وإنه لمن الصادقين ذلك ليعلم يوسف الصديق الغائب عن مجلسنا هذا ومحاكمتنا هذه، أني لم أخنه بالغيب وأتهمه بذنب أو سوء كما فعلت معه في السابق، وأن الله لايوهن كيد الخائنين، وإني لم انفذ دخوله السجن وإني لم ءأمر بذلك، 

وهنا تدخل عزيز مصر وقال (أما أنا فلا أبرىء نفسي، إن النفس لأمارة بالسوء، يا جلالة الملك إلا من تغفر له بصفحك، وتعفو عنه برحمتك، وهذا ما ارجوه منك، يا جلالة الملك والرب الغفور الرحيم)؛ أنا من ألقاه في السجن وبدون ذنب، إلا أن أخرس ألسنة الناس وابعده،

فقال زوجها معترفا أنه لا يبرئ نفسه وأنه يرجو من ربه ومالك أمره حاكم مصر وملكها أن يغفر له ويرحمه كما عفا عن الساقي الذي هو صاحب يوسف النبي في السجن، ولم يقتله،

فلما ثبت ذلك كله للملك هنا إستدعى يوسف،

فإن ذلك كله يدل على أن يوسف لم يحضر المحاكمه من الاساس.

وقول (وما أبرئ نفسي) ليس قول نبي الله يوسف الصديق عليه السلام، كما اعتقد البعض، 

وبعدها جاءت الآية وأضحت وبينت وقت دخول يوسف أنه كان بعد المحاكمة فقال الملك(ءاتوني به استخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا) الآية 54

والله اعلم