الثلاثاء، 13 يونيو 2023

الفرق بين المجادلة و الحجة

 إن الحمد لله وحده نحمده سبحان حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب سبحانه وتعالى ويرضى، ونحمده بعد الرضا ونحمده مداد كلماته ونحمده ونحن لا نعلم أن حمدنا ليس مكافئ لفضله، نحمدك يارب بأننا لا نحسن الثناء عليك ولا لك فأننا نوكلك حمدك على نفسك، فنعجز أن نصل إلى حمدك كما يجب، فلك الحمد كما تعلم ولك الشكر كما تعلم ولا نعلم.

ونسألك التحية لأهل السموات فالسلام على جبريل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل وحملة العرش العظيم، والملائكة المقربين والطائفيين والسلام على آدم وإدريس ونوح وهود وصالح وصلاة وسلاما على ابراهيم وعلى ال ابراهيم إسحاق ويعقوب ويوسف ويونس ذاالكفل ولوطا وأيوب وشعيب وموسى وهارون وداوود وسليمان وزكريا ويحي وعيسى وإسماعيل وعلى حبيبنا حبيبك المصطفى محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

وكل أنبيائك ورسلك والصالحين والشهداء أجمعين، واجعلنا منهم واشملنا برحمتك يا واسع الرحمهو العلم،

أما بعد؛

فإن الجدال والمجادلة: هو علم يقين من صاحبه برجاحت أمره ورأيه وإن كان ليس لدية حجة أو علم أو برهان أو دليل على رجاحت رأية، وينبع من القلب إسرار المجادل في أمره، ولا يقبل التفاوض في ذلك حتى وإن تبين له غير ذلك فإنه يستمر في رأيه، إما إستكبارا أو طبعا وختما على القلب، ويستوى الأمر عند المؤمن والكافر،

والآيات في ذلك كثيرة منها ما جاء في سورة غافر ففيها الجدال كثير من بداية السورة حيث نستفيد يقينهم بقرارهم وعدم الاستجابة لرأي الاخر وإن كان صوابا،

وأكبر دليل على هذا ما جاء في سورة (المجادلة) حيث جادلة الصاحبية الجليلة بيقين تام أن رأيها وقرارها يقينا هو الصواب رغم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقر على المسلمين أمر الظهار وعليه أفضل الصلاة والسلام أيضاً كان مستمسكا بقراره لعلمه أن الأمر لم ينسخه الخالق سبحانه بعد، هذا أمر المجادلة والمجادليين؛

أما الجحة والتحاجج والذين يتحاجون ويحاجون غيرهم فإن أمرهم يختلف، حيث أنهم يعلمون الحق ويعلمون الباطل، إلا أنهم يحبون أن يظهروا أمرهم على الآخرين بصورة باطنها الباطل وظاهرها الصواب،

كما أقامت إمرأة العزيز الحجه على تعدي بن يعقوب عليها، بالباطل كانت حجتها، بأنها ملكه وجميله ومتزوجة ولا ترغب فيه، وهو على العكس شاب ليس متزوج وعبد مملوك، فبالتأكيد هو المعتدي وهو الطامع فيها وفي جمالها ومالها، وأراد عليه السلام أن يرد الحجة بالحجة والبرهان فلم يجد ولما كان استعصامه لله وهب الله من يدافع عن رسوله حيث ورد في الآيات (قال هي راودتني عن نفسي وشهد من أهلها) فلما رأوا الحجه الصحيحة قال العزيز (إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم) فالحجة فيها كيد وظاهرها صدق إلا أن باطنها باطل، كما ورد لفظ الحجه في قوله تعالى (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه) وكانت تلك الحجج ظاهرها حق للجميع إلا أن حقيقتها ليست حق، حيث أن الشمس لا تفل و لا النجوم ولا القمر، وإن الفرق بين المجادلة و المحاججة هي قبول الانهزام لأحد الأطراف في المحاججة و لا يكون ذلك في المجادلة.

وإن كلا منهما يختلف عن المراء والنصح والإرشاد والنقاش والحوار

هذا والله اعلم وارحم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الذبيح هو إسحاق وليس إسماعيل وهذا على الغالب

 إن المتدبر لقصة انبياء الله تعالى (اسحاق واسماعيل ثم موسى وهارون) وتلازم القصتين، وخصوصا في سورتي مريم و الصافات، يجد أن موسى هو النبي الأو...