إن الحمد لله، سبحان فاطر السموات والأرض رب العرش الكريم، والكريم هنا صفة للعرش وليست للرب المعبود، فالرب كرمه عم عرشه سبحانه، والسلام على جبريل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل وحملة العرش العظيم، والسلام على ملائكته ورسوله آدم وإدريس ونوح وهود وصالح وصلاة وسلاما على ابراهيم وعلى آله إسماعيل إسحاق وإسرائيل ويوسف ويونس وذاالكفل ولوطا وأيوب وشعيب وموسى وهارون وداوود وسليمان وزكريا ويحي وعيسى وصلاة وسلاما على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه اجمعين؛
ثم أما بعد؛ فإن الفرق بين العباد والعبيد كما يلي:
_ العباد: هو من بني آدم وخيره الله بين العقل والانصراف إلى أمر الله، فاهتدي بالعقل الانصراف إلى أمر الله، وترك هذا العبد إرادة نفسه، وحولها وطوعها إلى تلبيه أوامر الله فقط، وهذا الأمر في الدنيا.
مثال: أن تأمر ابنك بالاجتهاد في طلب العلم والمعرفة والثقافة والعلوم وأن لايضيع يوما بدون إضافة معرفة إلى علومه _هذه رؤية الاب_ وفي نفس الوقت الإبن يريد اللعب واللهو ويتلفظ لسانه بأنه يريد أن يضيع جزء من وقته في شئ غير العلم والمعرفة، فإن ٱتبع نصيحة الأب ولم ينتبه قط لأفكاره الشخصية سار من "العباد" وأما إن ٱتبع هوا نفسه سار من (العبيد).
منهاج العباد: وصفتهم سورة الفرقان ففيها تفريقات كثر منها موضوعنا هذا، فقد وصفة مشيتهم بأنهم يمشون على الأرض هونا وكيف يردون الخطاب وما يصنعونه مع اللغو.... الآيات
العبيد: هو أيضاً بني آدم وخيره الله بين العقل والانصراف إلى أمر الله تعالى فاختار بالعقل العقل وعدم الانصراف المطلق إلى أوامر الله، وهكذا طوع الله له نفسه وأنفاسه وأوكله إليها، فأضلها حتى يهتدى إلى أن يحسن الاختيار وإلا فإنه مهلكها لا محالة.
مثال: شاب يدعوه والده إلى عدم التدخين مثلاً وأن يلتزم لأوامر أبيه فهو خير لصحته وحياته بالكامل، ثم إنه يفكر ويتدبر تدبر قصير المدى، يقرر أن التدخين ليس كما يدعي والده فالنسبة الأكبر من سكان العالم يدخنون، ولنجرب هذا الطريق وإن وجدناه كما يقول والدي نعود إلى قوله، وبعد فترة إما أن يتطور الأمر ويدمن التدخين فقط أو يزيد أو يعود لأمر أبيه أو يهلك صحته وماله وعياله إن تمادى، الخياران أمامه في المرحلة الأولى "الدنيا".
منهاج العبيد: كثيروا الشك، عديمي البعد النظري _البصيره_ يرتبون الأعذار والحجج ترتيب عشوائي، لايراه أحد سواهم، ليست لهم إراده فإن شاؤا قتلوا متى شاءوا والزنا طريقهم والزور سبيلهم وكل هذا بإذن من الله لهم بأنه سخر الكون للجميع، في الدنيا.
الملاحظة: قد صنف الله خلقه صنفين في الدنيا (عباد/عبيد) وسخر الكون للجميع، أنا في الآخرة فالكل (عباد) فالجميع ليس له اختيار فالاختيار لله وحده لا شريك له،
هذا من مقطتفات القرآن الكريم بين العباد والعبيد والإختيار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق