#المتتعتع_في_القرآن_الكريم
كأنك تقرأ سورة الكهف لأول مرة في عالمك،
سأنبئك بتاويل ما تسطع عليه صبراً فتعلمه بين السطور وفي الكلمات مالم تراه رغم أنك تقرأ
لنتعلم:
أولاً أن حالات موسى والخضر لم تكن ثلاثة (السفينة/ الغلام/ الجدار) بل هي أكثر ولكنك لم تتعلم إلا الثلاثة فإليك ما كنت تقراء وترى ومالم تكن تبصره؛
_حالة (موسى) نفسه، (اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبراً)
كيف للخضر أن يقول لموسى (إنك "لن" تستطيع معي صبراً) قال الخضر ((لن)) ولن نفي للمستقبل بل وهي من أشد أنواع النفي للمستقبل، ولا تصح محلها (ما) لتعدد استخدام (ما) في النفي للماضي وغيره، ولم يستخدم (لا) لأسباب تعدد استخدامها في النفي والقسم وغيرهما،
فلم يفطن موسى أن الخضر قال (لن) تستطيع، بلغة المستقبل، فمن أين علم الخضر أن موسى (لن) يصبرا،
وقد قال الله لموسى (لن) تراني؛ فهذا من علم الغيبيات وعلم الإرادة وهذا هو باب من العلم اللدني، إذا تكلم به عارف مع عامة (كفروه وربما جهلوه) وعندما يخاطب به عارف مع عالم يصنت وينكر، وعندما يتكلم به جاهل مع عارف ينكشف جهله، وهنا لأن الخضر هو من أهل علم الإرادة فما يريده كان وكائن لا محال، فلن تستطيع ياموسى معي صبراً وإن صبرت.
ولماذا قال (لن تستطيع) ولم يقل (لن تسطع)، ليدل على محاولة الصبر والتصبر ومرارة الصبر ومشقتها فعبر بكثرة حروف (تسطع ب تستطيع).وجعلونا نقول (لماذا قال سأنبئك بتاويل ما تستطع) ولماذا قال في النهاية (ذلك تأويل مالم تسطع)؛ وتركوا الأولى المتكررة(لن تستطيع).
بماذا أجاب (قال ستجدني إن شاء الله صابراً) كان من الأولى أن يقول (وجدتني صابراً) وهذا بالعلم اللدني، ولما قال بالمشيئة والتي هي أغلبها عدم فعل ما بعدها أي ( ستجدني غير صابر) وقال بعضهم بعدم كمال وتمام الأمر
(ألم يقل ابن إبراهيم ستجدني إن شاء الله من الصابرين) ولم يتم الذبح، ولو قال (ستجدني بإرادة الله من الصابرين) لذبح؛
وكان جواب الخضر (إن اتبعتني فلا تسالني عن شيء حتى أحدث لك) قالوا ولم قال (فلا تسألني) ولم يقل (فلن تسألني) لانه علم بالغيب والإرادة بأنه سيسأله ولن يصبر،
وقال أهل الفن هنا يظهر الفرق جلياً بين (لا / لن)
فعلم الخضر واقع لا محالة.
قال تعالى حكاية قول موسى للخضر عليهما السلام (أخرقتها ليغرق أهلها لقد جئت شيئاً إمرا)
سورة الكهف رواية خلف عن حمزة
(ليغرق) بالياء وفتح الراء
(لتغرق) بتشديد الراء المكسورة
(لتغرق) كسر الراء دون التشديد
تأدبا مع الخضر ، قال موسى (ليغرق أهلها) ولم ينسب الغرق الحاصل والمتوقع للخضر، وكأنه قال (إن الخرق هو الذي يغرق) ليجعل الأمر غير متعمد من الخضر.
_إذا (ليغرق أهلها) كأن موسى ينفي تعمد الإغراق عن الخضر،
_و (لتغرق أهلها) بتشديد الراء المكسورة، إثبات مع التأكيد أن الخضر فعل الأمر مع سبق الإصرار والعزيمة والترصد.
_و (لتغرق أهلها) بالراء المكسورة مع عدم التشديد، تفيد الشك والتردد في إثبات العزم في إغراق الناس،
فأردت أن أعيبها لا أغرقها أو أغرق أهلها.
وهكذا جميع الصور تكون تمت إلا صيغة الإرادة، لأنهم لم يغرقوا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق