إن الحمد لله، والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وعلى جبريل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل وحملة العرش الكريم السلام وعلى أهل السماء أجمعين السلام وعلى آدم وإدريس ونوح وهود وصالح السلام و على إبراهيم وآل إبراهيم إسماعيل وإسحاق و يعقوب و يوسف وأسباط بني إسرائيل السلام وعلى يونس وأيوب وشعيب وموسى وهارون وداوود وسليمان وزكريا ويحي وعيسى السلام وعلينا وعلى الصالحين منا السلام، وبعد؛
إن القرآن الكريم أعطانا لفتة ولمحتة كريمة بعلم الله لنفرق بين العبادة و الدعاء،
عجبت لمن يدعوا مع الله ءالهه ثم يتفرد بالعبادة لمن دونه تعالى؛
الدعاء: هو طلب لأمر لا يقدر عليه الفرد،
العبادة: هي وسيلة الشكر على النعم،
_الجميع يدعوا كل شيء لطلب أمر، ولا احد يسمع إلا الله، فالدعاء من الجميع إلى الكل لطلب العون، ولكنه من الجميع لله.
أمثلة الدعاء(الاستعاذة: قل أعوذ برب الفلق والناس، وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه، وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يومن)
(ربنا لا تزغ قلوبنا)(لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)(ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر)
(دعوا الله ربهما لإن ءاتيتنا صالحا)(رب إنى قد وهن العظم مني وشتعل)
ورد في سورة مريم في (إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لايسمع ولا يبصر ولا يغني...) الايات من (41 إلى 49) حيث نجد الفرق أن المشركين يشركون جميع ءالهتهم في دعائهم لقضاء حاجاتهم فعندما يعجز الاشياء (التماثيل والاصنام والشياطين وغيرهم) عن تلبية الاحتياجات يدعون الله تعالى (فينجيهم منها ومن كل كرب) فتبرأ إبراهيم على السلام واعتزلهم وما يدعون من دون الله فإنه باقي على الله وحده في الدعاء فقال وأدعوا ربي عسى أن لا أكون بدعاء ربي شقيا،
وقد وصف الاشياء الاخرى ب (الدونيه) أي أنهم أقل قدرا ومكانتة في أن يكونوا يجيبون دعاء أحد وإنما يكون شقاءا فقط في هذا الدعاء، حيث يتم تقريب قربان وإلحاح وشقاء وإضاعة الوقت في دعائهم بدون نتيجه محصله،
فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله، وهنا احتمالات تعجيزيه في أن يأتي أحد بمثل هذا التعبير من العرب،
حيث كلمة من دون الله تشمل عدة معاني منها (وصف الاشياء الاخرى المعبودة بالدونية، أو أعتزل كل الاشياء المعبودة إلا الله، أو أعتزل كل من هو دون الله واعبد كل من يساويه وفيها إظهار خالص أن الله هو العلى الأعلى المتعالي وشئ يقاربه في هذا الشأن، أو أنهم كانوا يعبدون أشياء ولا يعبدون الله فكأنهم عند الدعاء يشركون جميع ءالهتهم لقضاء حاجاتهم ومنهم الله العلي القدير، أما عند العبادة فقط كانوا يعبدون كل شيء إلا الله تعالى)
وقد تم ذكر سياق يشابه هذا في سورة غافر الآية (60)
(وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم...)
وهنا وضح الفرق الجليل بين الدعاء والعبادة،
فإن جهنم هي دار خالصة لمن لم يعبد الله وليس من لم يدعوه تعالى أو يدعوا غيره، وهنا قد ادلنا الله وهدانا إلى أن الدعاء جميع خلق الله يدعوا والله يسمع ويستجيب للجميع (كافر ومشرك ومنافق ومسلم وكتابي وغيرهم) لأنه سبحانه (رب) وهو خالقهم ورازقهم، أما العبادة فهذه درجة أعلى نقي أنفسنا بها وبرحمة الله عذاب النار،
الخلاصه:
فإن كل عابد داعي، وليس كل داع عابد.
(ولايحيطون بعلمه إلا بماشاء وسع) والحمدلله